الأحد، 26 أكتوبر 2014

أنا إرهابي – محمد الفاضل

في ظل الظروف المعقدة الراهنة التي تعصف بالمنطقة ، تتقاطع الإيدولوجيات وتختلط المفاهيم ، ويصبح المشهد أكثر غموضاً . حيث تعد سيناريوهات المرحلة وتطبخ في مطابخ صانعي القرار المنهمكين في تسويق مصطلحات جديدة في محاولة منهم لفرض واقع جديد يعيد رسم خارطة المنطقة وتوزيع الأدوار. برزت إلى السطح في الأونة الأخيرة وتصدرت أهم عناوين الأخبار وشاشات التلفاز ، وشباك التذاكر الأمريكي ، صورة المسلم الإرهابي ، السفاح ، قاطع الرؤوس ، القادم من عصور ظلامية سحيقة . حيث أصبحت مادة خصبة للإعلام وأعادت تعريف الإسلام ( الجديد) وفق منظور غربي متحيز يفتقر إلى أدنى قدر من المصداقية والموضوعية . لاشك أنه فلم هوليودي بإمتياز ، معد سلفاً في أروقة المخابرات واستوديوهاتها المجهزة بأحدث أنواع الخدع الألكترونية وكتاب فقدوا حسهم الإنساني ، ومخرجين مدفوعي الأجر ، حيث أصبح همهم الأوحد تشويه صورة المسلم الحقيقي. المصيبة انه بدأت تتسرب إلى عقول البعض وخاصة ممن يعيشون في الغرب ، وبشكل غير شعوري أحياناً ممن يتابع مجريات الأحداث ويشاهدون مقاطع يوتيوب ، لاندري من قام بصناعتها وقام بإخراجها - والغرض من وراء عرضها ، أفكار ودعوات قد تكون خجولة أحياناً – يدعو إلى تجديد الدين. وكأن الخلل يكمن في الدين الإسلامي !! بل من الغرابة أن يتطوع البعض ممن يدعي العلم إلى تفاصيل قد تحتاج إلى أناس متخصصين، وعلى قدر كبير من المعرفة ، لتحميل الإسلام مسؤولية مايحدث من كوارث ومصائب في العالم ليزيد من قتامة المشهد . وقد نكتشف ان داء الإيبولا سببه المسلمون التكفيريون ، وكأن الغرب حمامة سلام ، ونحن من نقوم بتصدير الإرهاب ! سؤال برسم الإجابة لكل من يتبنى ويسوق تلك الأفكار . من يقوم بالقصف بالطائرات في العراق وسوريا وغيرها من الدول ؟ لماذا التركيز على تيار بعينه ومحاولة تضخيمه ، والجميع يعرف انه صناعة مخابراتية ؟ أليس هناك ضحايا من المدنيين نتيجة قصف طائرات التحالف ؟ أين كان الضمير العالمي الأعمى بل والأخرس من مجازر النظام السوري والعراقي الطائفي حتى النخاع ؟ وأنا بدوري لاأدافع عن ممارسات داعش التي يرفضها الجميع ، ولكن من حقنا أن نسأل ، لماذا يجب على المسلم أن يقدم شهادة حسن سلوك ويثبت حسن نواياه دائماً ؟ أنا إرهابي – محمد الفاضل
Read more ...

السبت، 31 مايو 2014

بائع البسكويت – محمد الفاضل

اعتاد أهالي ’ بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض ، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته ، حيث يستبشر الجميع بوجوده ، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي ، لذا ينادونه ببائع البسكويت. لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر . كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع ، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته . جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء ، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها ...... تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه : " ماذا لو سقط فوقه برميل ؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير ، يزرع الخوف والموت في كل مكان .. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره. شبح الموت يتهدد الجميع ! ماأصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة . كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء ، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب ، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! واذا بصوت انفجار يصم الأذان ... هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ اًمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان ، الدماء تملأ الشارع... مشهد سريالي ، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة ، لقد فاضت روحه البريئة . صرخ صوت من بعيد انه بائع البسكويت ! ولكن ياالهي ما اسمه؟ في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة. بائع البسكويت – محمد الفاضل
Read more ...