الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان – محمد الفاضل


في البلاد المتقدمة التي فيها مؤسسات مجتمع مدني ، يسود القانون ويحترم المواطن دون محاباة أو محسوبية , كقيمة عليا في المجتمع ويكون الأفراد سواسية أمام القوانين التي لاتفرق بين مسؤول أو مواطن , فتراهم منهمكين في الإبداع في كل مناحي الحياة المختلفة ويتفانون في دفع عجلة التقدم نحو الأمام . بيد أن المشهد يبدو مغايراً تماماً في بلاد هبرستان حيث يصبح الهبر وهضم الحقوق سمة غالبة في المجتمع . ونتيجة لذلك نرى المواطن الذي لاحول له ولا قوة يأن تحت وطأة النظام الفاسد والظلم ويكون عرضة للابتزاز والسرقة ..(عيني عينك )!! ولا يبدو مستغرباً حدوث كل ذلك في دوائر الدولة الحكومية ، بل وحتى في داخل أروقة المحاكم التي من المفترض أن تكون حصن المواطن الحصين كصرح للعدالة تحفظ حقوقه في ظل الأنظمة السائدة . في تلك البلاد يصبح المواطن المسكين صيداً ثميناً ومطمعاً لكل السماسرة ، ولايمكن التفريط به حيث يتحلق حوله الشطار من الموظفين الذين دب فيهم فجأة عرق النخوة ، مبدين استعدادهم لعرض خدماتهم بسخاء حاتمي ، وفهمكم كفاية . وفي هذا الصدد تحضرني تلك الحكاية التي حدثت معي شخصياً في إحدى تلك البلاد التي تسبح بحمد القائد ليل نهار ، وتتشدق بالديمقراطية ومنجزات الثورة (الخنفشارية )!!

في ذلك اليوم الذي قررت فيه شراء جهاز محمول كنت في غاية الحبور لحصولي على ذلك الجهاز بعد طول عناء من البحث والتردد بما يتناسب مع إمكانياتي المادية . وبعد مرور ثلاثة أشهر وبينما كنت في مكتبي منهمكاً في تصفح الإنترنت كعادتي اليومية ، استغرقني الأمر طويلاً حتى اكتشفت اختفاء رفيقي المفضل من فوق المكتب . شعرت بالضيق وبدأ القلق يساورني . هرعت مندفعاً خارج المكتب في محاولة مضنية للبحث عنه ولكن دون جدوى . ولما بلغ مني الإعياء مبلغه اقترح علي أحد الزملاء أن أذهب الى المحكمة الكائنة في منطقة عملي حيث إن الحادثة وقعت هناك . في الوهلة الأولى كان عندي شبه يقين بعودة الجهاز ولم يدر في خلدي أنها ستكون تجربة مريرة تشبه في نهايتها الأفلام الهندية !!
استوقفني الموظف المسؤول وأشار علي بملء الاستمارة بغية استكمال الإجراءات . وبعد طول تفكير قررت الموافقة ، وبينما كنت أهم بالانصراف صرخ مستنكراً الى أين ؟؟ ألم تنس شيئاً ؟؟ عندها أيقنت أن المشوار سوف يطول فرضخت على مضض ونفحته بعض المال بعد إصرار منه . وبعد برهة أخذت الخطاب الرسمي أحث الخطى نحو شركة الاتصال لغرض كشف السارق ومن ثم إبلاغ المحكمة . وفي اليوم الموعود قابلت وكيل النيابة ، استبشرت به خيراً إذ بدا لي شخصاً يتصف بالأمانة ، أو هكذا خيل لي. فالمكان لاغبار عليه ، وهو دار العدالة ! إذن الهاتف بأمان !
طبعاً فاتني أن أخبركم أن الشركة تمكنت من الوصول الى اسم وعنوان السارق من خلال الشريحة بعد مراقبة . وعدني وكيل النيابة خيراً ، وبعد الانتهاء من كتابة المحضر نادى على أحد الموظفين مرتدياً ملابسه العسكرية وقال أنت في أيد أمينة . استقبلني الموظف بابتسامة عريضة مبدياً حماسة غير طبيعية ..
سوف نجد الجهاز طالما عرفنا السارق ، أردف قائلاً .
المفاجأة التي أصابتني بالذهول هو طلبه مبلغ من المال كي يقوم بالقبض عليه، على مرأى ومسمع من وكيل النيابة الذي لم يبد

اكتراثه رغم تململي وكأنه يقول لي : هل أنت ساذج ? قلت في نفسي طالما بدأت المشوار يجب أن أكمله حتى النهاية .... ومرت الأيام ... ومرت الأسابيع ، ولغاية كتابة هذا المقال لازال هاتفي المحمول في عداد المفقودين !

حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان – محمد الفاضل

http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_9156.html

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=24989
Read more ...

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

أزمة الأحزاب القومية واليسارية ودفاعها عن النظام السوري – محمد الفاضل

في زمن تتداخل فيه الرايات وتختلط الألوان وتتصارع فيه الأيدلوجيات , وتكثر فيه الشعارات . وفي خضم الكم الهائل من الفضائيات والضجيج الإعلامي المتنامي , يستعر الجدل ويحتدم النقاش حول موقف الأحزاب القومية واليسارية العربية من الثورة السورية , وتجاهلها لمطالب الشعب المشروعة في الحرية والديمقراطية واستماتتها في الدفاع عن النظام السوري . مما يعطي مؤشر واضح ان هذه الأحزاب تعيش أزمة حقيقية وتناقض صارخ لكل الشعارات التي حرصوا على ترويجها . الأمر الذي يضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب عن دور تلك الأحزاب في تشويش عقل المواطن طيلة عقود بأفكار طوباوية أثبتت عدم جدواها وفشلها في إيجاد حلول ناجعة للأزمات التي تعرضت وتتعرض لها شعوب المنطقة . لقد دأبت هذه الأحزاب على استلاب عقل المواطن ومصادرته من خلال تسويق تلك الشعارات البراقة ومحاولة ترسيخها بغية استقطاب شريحة واسعة وذلك عبر دغدغة المشاعر واللعب على العواطف بخطاب ديماغوجي منتهي الصلاحية.
مشكلة تلك الأحزاب أنها ماتزال أسيرة عقلية جامدة ترفض التغيير والاعتراف بالأخطاء , وهي إذ تجسد مبدأ " عنزة ولو طارت" . إن لم تحاول تلك الأحزاب الخروج من القوقعة التي تكورت داخلها , سيظل مستقبلهم يلفه ضباب سديمي في ظل غياب البوصلة . و مازالت تتجاهل تطورات الواقع المعاش بالرغم من فشل تلك الأفكار التي أثبتت فشلها وعجزها التام عن مواجهة التحديات التي عصفت بالمنطقة ووجدت نفسها في خندق واحد مع قتلة الشعوب !!! وإلا كيف يفسرون لنا وقوفهم مع النظام السوري في مواجهة شعب أعزل ؟ أليس هذا تناقض صارخ لكل أدبيات تلك الأحزاب التي تنادي بتطبيق مبدأ الحرية ونصرة الشعوب ؟ إلا إذا كانوا يقصدون شعوب افتراضية تعيش في المريخ !! وهل الحرية ثوب يفصل حسب المقاس , ويصلح لبلد دون غيره ؟ أليس هذا إجحاف بحق الشعوب واستهانة بتطلعاتهم وأحلامهم ؟
ألا يعد هذا دليلاً على السقوط المريع والمخزي لتلك الأحزاب التي ملأت سماء المنطقة صراخاً بشعاراتها الزائفة ؟ لماذا يصرون على إقحام أنفسهم عنوة في ذلك الصراع بين الطغاة وشعوبهم ؟ لقد تابع الكثيرون على شاشات التلفاز خروج قيادات تلك الأحزاب في الأردن بمظاهرات مؤيدة للنظام السوري , أدعياء الممانعة والمقاومة , وتصريحاتهم الغير مسؤلة والتي سببت صدمة للمشاهد . وهي إذ تنم عن تخبط وجهل بطبيعة النظام والصراع بكل المقاييس. أين ذهبت كل تلك الشعارات عن الحرية ومساندة الشعوب في نيل حقوقها ؟ عن أي مقاومة ياسادة تتحدثون ؟
والشئ نفسه ينسحب على الأحزاب الشيوعية العربية التي ماتزال تصر على انتهاج أفكار وسياسات غدت تصلح للمتاحف ! ! والدليل على ذلك انهيار المنظومة الشيوعية الأم برمتها . إن مما يؤسف له عجز تلك الأحزاب عن التجديد وتقديم أفكار وطروحات عملية تتناسب مع ظروف المنطقة عوضاً عن استيراد أيديولوجيات دخيلة ومحاكاة تجارب غربية . كان الأولى بهم أن يلتحموا مع شعوبهم ويدافعوا عنها بدلاً من أن يضربوا بسيف السلطان !!!

أزمة الأحزاب القومية واليسارية ودفاعها عن النظام السوري – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_6046.html#more
Read more ...

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مذكرات مواطن في جمهوريات قهرستان – محمد الفاضل

جميل أن ينعتق المرء من إسار العبودية والخنوع ويلج فضاءات لم يكتشفها من قبل بجميع الوان الطيف البراقة التي حرمونا منها وأستبدلوها بلون واحد . حتى كدنا ننسى باقي الألوان الزاهية !! عندما يطأ بقدمه تلك العوالم الفسيحة اللامتناهية بعد أن كانت مجرد خيال وحلم بعيد المنال.عندها تنتابه مشاعر مختلطة لم يألفها من قبل مفعمة بلذة ونشوة الإنتصار الثوري , لتزيل عنه عذابات وقهر السنين فتشرق معها روحه بأنوار تبعث في نفسه السكينة والطمأنينة لمستقبل لايشوبه إرهاب فكري أو تغييب عقلي. بدأت الحكاية مع الأب القائد , هبة السماء , الذي كان محور حياتنا وقبلة صلاتنا !! وتعويذتنا في حلنا وترحالنا .
حشوا أدمغتنا بقذاراتهم الفكرية وشعارات كاذبة لاتساوي ثمن الورق التي كتبت عليه . ويأنف حتى الباعة المتجولون من تغليف سندويتشاتهم بها مخافة أن ينتقل لها هذا السعار والهراء الذي اسكرونا فيه حيناً من الدهر . حتى غبنا عن الوعي ودخلنا مرحلة غيبوبة لم نعد معها ندري عن ماضينا وحاضرنا . جعلناهم يمتطون ظهورنا وسلمنا لهم اللجام يقودوننا حيث يشاؤن بطواعية وسذاجة.
كنا في حلة شلل تام وتخدير فصدقنا ترهاتهم ولم نجرؤ على مجرد الشكوى والتذمر مخافة إغضاب ولي نعمتنا . أقنعونا بأننا في بحبوحة وسعة من العيش وجيراننا يحسدوننا على هذه الرفاهية !! أنسونا أحلامنا وتنازلنا لهم عن طموحاتنا . استخفوا بعقولنا وقالوا نحن نكفيكم عناء التفكير . رضخنا وأعطينا عقولنا اجازة مفتوحة . أصبح ولي نعمتنا يباهي بنا أقرانه من الأوغاد فنحن أبناءه البارين , لانقطع أمراً دون الرجوع إليه . ندين له بالولاء المطلق مهما بلغ نزقه من سادية واستعلاء . حولونا إلى فئران تجارب لأفكارهم البالية عبر السنين وأقسموا أننا في بحبوحة . نهشوا لحومنا مثل قطعان كلاب ضارية , وأنشبوا مخالبهم وغرزوا أنيابهم المتقيحة بالسم الزعاف باسم المقاومة والوطن حتى غارت في أعماق أجسامنا النحيلة , بينما أبدانهم تأن من فرط السمنة وكروشهم الوطنية تتدلى بطريقة تقدمية.
سلبونا كرامتنا ونحن صاغرون وأذاقونا شتى صنوف العذاب في اقبيتهم الثورية الممانعة . اغتالوا أحلامنا بعد أن تحولنا إلى مجرد أرقام تضاف إلى رصيد القائد الرمز عشية الانتخابات . مسخوا ادميتنا وحولونا إلى أمتعة بالية يرموها أو حتى يورثوها دون أن يرف لهم جفن أو يحسوا بوخز الضمير. كانت عقارب الزمن تسير بتثاقل . ولم تكد تمر السنين حتى انتهى بنا المطاف من أملاك سيد الدار الجديد !! صاحب الفخامة مثل قطعة أثاث قديمة فاز بها في مزاد ثوري وفرح مثل طفل تعلق وتشبث بلعبته الأثيرة . صبرنا واحتملنا أذاه ونزقه الصبياني !! أوهمونا أن الثورة هي تمرد وخيانة للوطن. وطاعة ولي الأمر واجبة وان جار علينا . تمادى في غيه وصبغ عالمنا بلون واحد متشح بالسواد الحالك . جمعوا سحرتهم ليردوا الناس إلى صوابهم والدهشة تعقد ألسنتهم . وفاتهم أن السحر قد انقلب على الساحر , الذي بارت تجارته ولم تعد تنفع حيله والاعيبه . ذاك زمان قد ولى وتلك الصفحة السوداء قد طويت إلى الأبد !

مذكرات مواطن في جمهوريات قهرستان – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_5577.html#more


http://www.odabasham.net/show.php?sid=51045
Read more ...

الخميس، 17 نوفمبر 2011

المعارضة وسيف ديموقليس – محمد الفاضل


يقال أن الملك ديونيسيوس الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد , في صقلية أراد أن يلقن ديموقليس , والذي كان خطيباً مفوهاً وعضو في بلاطه , درساً لأنه أراد أن يصبح ملكاً ولو ليوم واحد . وافق الملك ولكنه اشترط شرطاً واحداً وهو أن يضع فوق رأس ديموقليس سيفاً معلقاً بشعرة حصان واحدة . وهكذا عاش ديموقليس يومه الملكي وهو في رعب شديد مخافة أن تنقطع الشعرة ويسقط عليه السيف فيصبح في خبر كان . وحال المعارضة في جمهوريات اضطهادستان يشبه إلى حد كبير تلك الأسطورة الإغريقية , حيث أضحت تهمة الخيانة العظمى والتاَمر على ثورة الزعيم , سيفاً مسلطاً على رقبة المعارضة . وكل معارض هو مندس ومتاَمر , ولديه أجندة خارجية ويشارك في مؤامرة كونية !!!!!!!
يكاد لايمر يوم إلا ونحن نسمع تلك الاتهامات في أوساط النظم العربية الدكتاتورية , من أبواق النظام والدائرة المحيطة به , تسوق لهذه الفرية , أن كل معارض هو عميل ويسعى لزعزعة أمن واستقرار الوطن !!! بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك وأتحفونا بمفردة إضعاف الشعور القومي . لا لشيء إلا لمجرد أن ذلك المعارض عبر عن وجهة نظره. تلك هي إحدى إنجازات وإفرازات الأنظمة الشمولية , التي اخترعت وسوقت تلك العبارات الرنانة لتمارس من خلالها عملية تشويه وسيطرة على المخيلة الجماعية للجماهير , من خلال دغدغة المشاعر واستثارة العواطف عبر شعارات كاذبة.
وربما يحتج البعض أن هناك شريحة واسعة من المعارضة موجودة في الداخل , وهي تمارس دورها في الحياة السياسية , وتسهم في صنع القرار !!! وأنا بدوري أتساءل , هل هذه معارضة حقة ؟ وهل تمتلك حيزاَ كافياً ومساحة من الحرية تؤهلها لعب دور فاعل وحقيقي ؟ وهل تجرؤ على الاعتراض , أم هي مجرد ديكور لتجميل واجهة تلك الأنظمة القمعية ؟ ولا تعدو كونها صدى لصوت الزعيم وسياسته الرشيدة مع عصابته الفريدة !! ولكي لا أتهم بالتعميم لابد أن نشيد ببعض رموز المعارضة التي لم تسلم من قمع النظام وبطشه . ومنهم من كان له تجربة مريرة في ظل قانون الأحكام العرفية والطوارئ , حيث أودع بعضهم غياهب السجون والمعتقلات سيئة الصيت .ولابد من التذكير أن المعارضة هي ظاهرة صحية في كل الدول المتقدمة , وهي تسهم في تنوع المناخ السياسي من خلال التداول السلمي للسلطة , وإعطاء فرصة لأحزاب المعارضة وذلك عبر صناديق الاقتراع.
بيد أن حكام جمهوريات ظلمستان لهم رأي مغاير وفلسفة عجيبة , حيث توقفت عقارب الزمن عند حدود ظاهرة الزعيم الأوحد , والنسب الفلكية لنتائج انتخابات الزعيم , الذي لم يعد يقنع ب 99 بل أضاف لها 9 كي يشبع غروره. وبالتالي يجد النظام والمستفيدين منه صعوبة في فهم وادراك مايحدث حولهم من متغيرات خوفاً على الكرسي , وطمعاً في نقل السلطة إلى أبنائهم. ولكي تكتمل الصورة لابد من المسيرات المؤيدة , العفوية طبعاً حباً بالزعيم الخارق . اَما اَن لهذه العقلية الحجرية أن تتغير ؟ ومتى يرفع سيف ديموقليس ؟
المعارضة وسيف ديموقليس – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_3819.html#more

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=24532
Read more ...

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ماتشهده البلدان العربية فوضى وليست ثورات – محمد الفاضل

فجأة وبدون سابق إنذار تحول الرئيس اليمني إلى محلل وخبير استراتيجي لايشق له غبار ، حيث تفتقت عبقريته عن اكتشاف مذهل جعل من نيوتن يتقلب في قبره. وشكل طفرة نوعية في كيفية تعاطي الحكام العرب ، في جمهوريات قهرستان وقمعستان مع ما يواجههم من ثورات اعتبرت تحدياً لسلطتهم الغاشمة ووضعت حداً لأحلام التوريث التي كانت تداعب مخيلتهم ، وقلبت كل الحسابات التي كانت تعشش في دياجير عقولهم. يصر الرئيس علي صالح في آخر تصريح له على أن ( ماتشهده البلدان العربية هو فوضى وليس ثورات). وهذا بدوره يعطي انطباعآ ومؤشرآ على حجم المعاناة والتخبط التي تعيشه تلك الأنظمة القمعية وإصرارها على تجاهل المتغيرات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة ككل وأعادت رسم الخارطة من جديد. والسؤال الأهم الذي يقفز إلى الأذهان هو كيف نجح هؤلاء الطغاة بالوصول إلى سدة الحكم وجثموا فوق صدورنا طوال تلك العقود وهم بهذه العقلية المتخلفة؟

وطاغية اليمن ليس الاستثناء الوحيد إذ سبقه إلى ذلك الاكتشاف الخطير!! كل من فرعون مصر والمقبور القذافي ، حيث اعتبروا أن تلك الثورات هي مؤامرات بأصابع خارجية تستهدف قلب نظام الحكم!!! واليوم بات الرئيس السوري يردد نفس المقولة وبإخراج مسرحي هزيل من قبل أجهزة إعلامه وشبيحته من أن ذلك المخطط الرهيب عبارة عن مؤامرة كونية ، كونه نظام مقاوم!!! لا أدري كيف يمكن أن يتحول المواطن المقهور طوال عقود, إلى شخص متاَمر وصاحب أجندة خارجية مزعومة كونه طالب بأبسط حقوقه كمواطن؟
هم يمارسون العهر السياسي والقتل، والتنكيل منذ اعتلوا سدة الحكم في غفلة من الزمن وبطرق غير شرعية. ولم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم التي يندى لها الجبين ضد كل صوت معارض يجرؤ على النقد أو حتى إبداء النصح.
سرق هؤلاء الطغاة، البلاد حيث باتت مزرعة لهم ومارسوا سياسة التجويع بحق شعوبهم التي أصبحت مثل الأيتام على موائد الحكام اللئام، يرمون لهم بالفتات ، والويل لمن يطلب المزيد. حولوا البلاد إلى سجن كبير وكمموا الأفواه وصادروا الحريات، حتى بات الناس في ضنك من العيش وبات همهم الوحيد كيفية تأمين قوت يومهم. ماذا قدمت تلك الأنظمة لشعوبها غير سياسة القمع والإضطهاد والقهر؟ لقد تحولت البلاد في ظل سياستهم الخرقاء إلى فوضى عارمة!!! حيث أصبح القوي يأكل الضعيف . والاَن أصبحوا يتباكون على الأطلال ويلصقون التهم بشعوبهم لمجرد أنهم ثاروا على الوضع المزري. صدعوا رؤوسنا بإنجازاتهم الكاذبة وكأنهم يمنون علينا !!! وفي تطور لافت فاجأ العالم بأسره انتفضت تلك الشعوب وقررت أن تضع حداً للطغيان وتثور على الجلاد ، وإذ بالطاغية ترتفع عقيرته بالصراخ مؤامرة ... مؤامرة ... فوضى ..فوضى .. جرذان .. جراثيم !!!!
ماتشهده البلدان العربية فوضى وليست ثورات – محمد الفاضل

http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_16.html#more

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=24545
Read more ...

الأحد، 13 نوفمبر 2011

شام الشهادة


ياشام ياحاضرة الدنيا وشاغلها, يانبضاً في شراييني وياأجمل مافي دواويني.ياعاصمة الخلافة والشعر, والأمراء, يحار في وصفك الشعراء.ياترنيمة العشاق وقبلة الثوار, وحديث السمار. كم من مدينة خفت بريقها, ولكن سحرك وألقك أبداً لايزول.اَه ياشام لم أعد أقوى على الكتمان, لن أخفي عشقي ووجدي وسأبوح لك بسري. أنا عاشق حتى النخاع, مهما نأينا وتغربنا لن نقوى على الفراق, فحبك يجري في دمي وعروقي.يابردى الخير والطيبة, ياغوطة الشام وزينتها, ياأم البساتين.ياشام الشهادة والرجولة , فيك الحرائر الصابرات عنوان للتضحية والبطولات.وهاهي مواكب الشهداء تجوب أحياء حمص الشهادة والشجاعة, في بابا عمرو والخالدية والسباع , وفي إدلب الشجاعة والكرامة.
وهاهم أبطال جبل الزاوية الأشم, وفي درعا البطولة والشهامة, وكأني أسمع أنين النواعير في حماة الرجولة والعنفوان. لله درك أم الشهيد فمنك نستلهم العزيمة, علمتينا معنى الصبر والجود. أستميحك عذراً فأنا في حضرتك أتصبب عرقاً وبالكاد أغالب دموعي, فيراعي هو كل ماأملك, وتلك كلماتي أحببت أن أبوح بها, ومهما حاولت أن أتخير وأقطف من حلو العبارات فهي في وصفك تصغر وتذبل.فلمثلك ترفع القبعات وتنحني الهامات, وتنثر أكاليل الورد والياسمين , معطرة بعبق الشهداء, عرفاناً بتضحيات أبنائك البررة التي تفوق الوصف. والتي تُعجِز أساطين الشعر ودهاقنة الأدب.
علمينا بعض الصبر يامن جدت بفلذة كبدك في عرس مهيب. والله إنه ليهز الوجدان ويقطع نياط القلب مشاهد النساء المكلومات وهن يزغردن برغم مصابهن الجلل, بقاماتهن التي تطاول جبال قاسيون الشماء. ياله من مشهد جليل يعجز القلم عن وصفه, عزاؤنا أن جميع الشهداء وكل الدماء التي سالت فوق ربوع بلادي, وفاح عطرها كالمسك, ستزهر شقائق النعمان ولن تذهب سدى. وقريباً سنتخلص من هذه الطغمة الفاسدة , ونتفيأ ظلال الزيزفون لنروي حكايا بطولات أبناء هذا الوطن المعطاء الذين ضحوا بدمائهم الزكية لننعم بغد أفضل.

شام الشهادة – محمد الفاضل

http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_7865.html#more
Read more ...

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

نوح اليمام – محمد الفاضل


ليس هناك أقسى على المرء من ألم الشوق والنوى عندما يستبد به ويتفاعل داخل أخبية روحه الحزينة. فيعزف على أوتار قيثارة القلب, مولداً سمفونية غاية في الإبداع والتناغم, مفعمة بالمشاعر والأحاسيس, والتي تتنازع الإنسان, فتزيد في تفاعل كيمياء النفس, وتسارع إيقاعات القلب لأحبة لهم مكانة أثيرة في قلوبنا. فتخال صاحب القلب الملوع وكأن سحابة سوداء, ملبدة بالأحزان والشجون قد تجمعت في سماء حياته, فيصبح كل ماحوله من مباهج الدنيا وزخرفها بلا طعم أو لون.
لطالما شكل هذا الموضوع مادة خصبة للأدباء والشعراء على مر العصور, لما له من أثر واضح, ووقع في النفس البشرية التي تكون في أمس الحاجة إلى يد حانية تضمد جراحها, وتجلي الصدأ الذي ران على القلب , وتراكم عبر السنين. فتحول إلى جبل من الهموم, ينوء صاحبه بثقله , يجثم على تلك الصدور التي أضحت الذكرى بلسم لجراحاتها ,التي أثخنتها السنون. والكلمات الرقيقة , سلوى تهدأ من روع القلوب الحزينة. وعادة تلج تلك الكلمات الى القلب دون واسطة. إذ هي كلمات ولدت من رحم المعاناة والغربة. فتراها تجعل الفؤاد يضطرب ويرتعش حزناً, فتضطرم نار الشوق ويستعر إوارها بين أضلعنا. كلما مر بخاطرنا ذكرى عزيزة على قلوبنا حفرت أخاديد عميقة في داخل دهاليز الروح , فأصبحت جزأً منها.
يقولون إن الزمن كفيل بمداواة كل تلك الجراح وعذابات السنين, ومع مرور الأيام تصبح مجرد ذكرى عابرة وكأنها سحابة صيف. ماذا عن الوطن , الذي تحول إلى صوراً مشوشة, يصعب تذكرها. فأصبح لوحة حزينة ترتسم في معالمها كل أشكال القهر والظلم؟ ماذا عن أجمل سنوات العمر التي أضعناها , ونحن نشد الرحال من بلد إلى بلد, وتعبث بنا رياح الغربة وتلفح وجوهنا؟ نحاول أن نتفرس في تلك الوجوه الغريبة, علنا نجد فيها ضالتنا, ولكنها وجوه باردة لا حياة فيها. نتسكع في طرقات المدينة , التي تغفو على الشاطئ , وتزدان بالأضواء المتلألئة وتعج بالمارة. نحاول أن نألفها , ولكنها نسخة مشوهة للوطن. لقد تحولنا إلى أشجار خاوية, لا روح فيها , تعصف بها الريح وتصفر, بعد أن اقتلعت من جذورها وغرست في أرض بعيدة . وبعد أن كنا ننام في حضن الوطن وننعم بدفئه , أصبحنا بلا هوية وبلا وطن!!!!

نوح اليمام – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_9620.html#more


http://www.odabasham.net/show.php?sid=50696

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=25265
Read more ...

الأحد، 6 نوفمبر 2011

حقوق المواطن العربي وحقوق الحمير البريطانية - محمد الفاضل




يبدو أن مدينة بلاكبول البريطانية بدأت بمساعِ جادة لسن قوانين, وتطبيق إجراءات صارمة للحيلولة دون إهدار كرامة الحمير وحمايتها من كل اشكال العنف, والقمع, والتمييز. وذلك بتحديد عدد ساعات العمل للحمير المحظوظة من 10 صباحاَ إلى 7 مساءاً. وأن لايتجاوز عدد ساعات عملهم 6 أيام في الأسبوع, تتخللها ساعة راحة لتناول وجبة الغداء. إلى هنا والخبر يبدو عادي, ولكن ستزداد دهشة المواطن العربي, المعتر, في جمهوريات قمعستان الديمقراطية, ويشعر بالضيق والحسد عندما يعلم بأن الحكومة البريطانية قررت منع الأطفال البدينين, الذين تتجاوز أوزانهم 50 كيلوجرام من ركوب الحمير حرصاً عليها!!!!! ولكي تكتمل فرحة الحمير ويشعروا بأدميتهم, عفواً بأهميتهم كحيوانات مدللة وحقوقها مصانة, أمرت الحكومة بإجراء إختبارات صحية لها!!

بيد أن الأمر مختلف تماماً في جمهوريات ظلمستان, حيث يتحول المواطن المسكين, المغلوب على أمره, صاحب الحظ العاثر الى مطية, يركب فوقها الحاكم الهمام طوال فترة حكمه الرشيد. والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يرفض ان ينصاع للأوامر وينهق بإسم الحاكم, وذلك تعبيراً عن شكره وإمتنانه. ولايقف الأمر عند هذا الحد, بل يصبح هذا الحمار, عفواً المواطن الذي أنهكته أعباء الحياة, مطية لكل المسؤولين والمتنفذين من القطط السمان. ومما يزيد من وطأة الألم النفسي, أن نرى هذه الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل, وكذلك المتسولين, والباحثين عن مايسد رمقهم وهم منزوين قرب حاويات النفاية!!
ولاأستطيع أن أجد تفسيراً مقنعاً لإصرار حكامنا على التبجح والتشدق بمنجزاتهم الوهمية, والتي صدعوا رؤوسنا بها. ولايكاد يمر يوم إلا ونحن نسمع عن هذه الإنجازات المزعومة في وسائل الإعلام الرسمية. لقد أوصلنا هؤلاء لمرحلة من اليأس والقرف, أصبحنا فيها نعقد مقارنات لاتجوز. ولكنها ديمقراطية وإنجازات جمهوريات ظلمستان الإتحادية, الإشتراكية, الشعبية , العظمى.

حقوق المواطن العربي وحقوق الحمير البريطانية - محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_06.html

www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=24394
Read more ...

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

من رسوماتي



Read more ...

إنهم يبيعون الوهم


يصف الشاعر الكبير نزار قباني رحمه الله, الجمهور العربي بأنه (جمهور يرى بأذنيه) أي تعجبه الخطابة والكلمات, وجرياً على عادتي وشغفي بالصيد في المناطق المحظورة, وطرح المواضيع الساخنة, والسباحة ضد التيار, وولعي بالسلطة مع الخيار, وفي محاولة لصيد الأشرار, والمتحذلقين والشطار من التجار الذين يصرون على بيع الوهم في الليل والنهار. آليت على نفسي أن أبحر في قارب الواقع والمنطق, ناشراً شراع الحرية, ممسكاً بدفة الوطن, ميمماً وجهتي صوب شاطئ الأمان. ومروراً بكل مرافئ التشكيك والتثبيط, غير مبال بموانئ التخوين والتحزب, مستلهماً عزيمتي من طاقم الشعب, الذي أنهكه الإعصار, بغية جرف قصور الرمال الحالمة وتفويت الفرصة على الطغمة الحاكمة.

مابال هذا القبطان يعجز عن الإهتداء الى اليابسة, رغم إدعاءه أنه يتسلح بمرقاب الثوار. وبعد أشهر من الصبر وإحتمال أذى القراصنة والمغامرين, وشماتة المتفرجين, قرر القبطان إلقاء المرساة في عرض البحر, رغم إمتعاض الأخيار وإبداءهم النصح والإرشاد. وفي محاولة يائسة للخروج من المنطقة الرمادية في عجالة, بعد ضياع البوصلة, قرر بعض أفراد الطاقم أن يجدفوا بإتجاه خاطئ, رغم وضوح الفنار.

وفي خضم الإعصار, وإرتفاع وتلاطم الأمواج, وبعد أن إنقشع الضباب وإتضحت الرؤية , لابد لنا من التفكير ملياً بعد أن قطعنا جل المشوار, بملايين الثوار القابعين عند شاطئ الوطن من الضفة الأخرى, منتظرين أن نرجع اِليهم بالصيد الوفير, بعد صراع مرير. وبعد كل ماكابدناه من مشقات وأهوال, يشيب لها الولدان, من صراع مع الحيتان والغيلان, لابد أن تكون بضاعتنا رائجة لا كاسدة. يجب أن تتسم رؤيتنا للأمور بالوضوح والشفافية كون الدماء التي تسيل كل يوم لاتحتمل التأويل والسفسطة. ونقول لقبطان السفينة مامعنى هذا الغموض والتسويف؟ لماذا الإصرار على البقاء في المنطقة الرمادية؟ لماذا لاتحسمون أمركم؟ ولماذا تصرون على أن تبيعونا الوهم؟

إنهم يبيعون الوهم - محمد الفاضل

http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_2037.html#more

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=24345

http://www.odabasham.net/show.php?sid=50630
Read more ...