الاثنين، 28 نوفمبر 2011

أزمة الأحزاب القومية واليسارية ودفاعها عن النظام السوري – محمد الفاضل

في زمن تتداخل فيه الرايات وتختلط الألوان وتتصارع فيه الأيدلوجيات , وتكثر فيه الشعارات . وفي خضم الكم الهائل من الفضائيات والضجيج الإعلامي المتنامي , يستعر الجدل ويحتدم النقاش حول موقف الأحزاب القومية واليسارية العربية من الثورة السورية , وتجاهلها لمطالب الشعب المشروعة في الحرية والديمقراطية واستماتتها في الدفاع عن النظام السوري . مما يعطي مؤشر واضح ان هذه الأحزاب تعيش أزمة حقيقية وتناقض صارخ لكل الشعارات التي حرصوا على ترويجها . الأمر الذي يضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب عن دور تلك الأحزاب في تشويش عقل المواطن طيلة عقود بأفكار طوباوية أثبتت عدم جدواها وفشلها في إيجاد حلول ناجعة للأزمات التي تعرضت وتتعرض لها شعوب المنطقة . لقد دأبت هذه الأحزاب على استلاب عقل المواطن ومصادرته من خلال تسويق تلك الشعارات البراقة ومحاولة ترسيخها بغية استقطاب شريحة واسعة وذلك عبر دغدغة المشاعر واللعب على العواطف بخطاب ديماغوجي منتهي الصلاحية.
مشكلة تلك الأحزاب أنها ماتزال أسيرة عقلية جامدة ترفض التغيير والاعتراف بالأخطاء , وهي إذ تجسد مبدأ " عنزة ولو طارت" . إن لم تحاول تلك الأحزاب الخروج من القوقعة التي تكورت داخلها , سيظل مستقبلهم يلفه ضباب سديمي في ظل غياب البوصلة . و مازالت تتجاهل تطورات الواقع المعاش بالرغم من فشل تلك الأفكار التي أثبتت فشلها وعجزها التام عن مواجهة التحديات التي عصفت بالمنطقة ووجدت نفسها في خندق واحد مع قتلة الشعوب !!! وإلا كيف يفسرون لنا وقوفهم مع النظام السوري في مواجهة شعب أعزل ؟ أليس هذا تناقض صارخ لكل أدبيات تلك الأحزاب التي تنادي بتطبيق مبدأ الحرية ونصرة الشعوب ؟ إلا إذا كانوا يقصدون شعوب افتراضية تعيش في المريخ !! وهل الحرية ثوب يفصل حسب المقاس , ويصلح لبلد دون غيره ؟ أليس هذا إجحاف بحق الشعوب واستهانة بتطلعاتهم وأحلامهم ؟
ألا يعد هذا دليلاً على السقوط المريع والمخزي لتلك الأحزاب التي ملأت سماء المنطقة صراخاً بشعاراتها الزائفة ؟ لماذا يصرون على إقحام أنفسهم عنوة في ذلك الصراع بين الطغاة وشعوبهم ؟ لقد تابع الكثيرون على شاشات التلفاز خروج قيادات تلك الأحزاب في الأردن بمظاهرات مؤيدة للنظام السوري , أدعياء الممانعة والمقاومة , وتصريحاتهم الغير مسؤلة والتي سببت صدمة للمشاهد . وهي إذ تنم عن تخبط وجهل بطبيعة النظام والصراع بكل المقاييس. أين ذهبت كل تلك الشعارات عن الحرية ومساندة الشعوب في نيل حقوقها ؟ عن أي مقاومة ياسادة تتحدثون ؟
والشئ نفسه ينسحب على الأحزاب الشيوعية العربية التي ماتزال تصر على انتهاج أفكار وسياسات غدت تصلح للمتاحف ! ! والدليل على ذلك انهيار المنظومة الشيوعية الأم برمتها . إن مما يؤسف له عجز تلك الأحزاب عن التجديد وتقديم أفكار وطروحات عملية تتناسب مع ظروف المنطقة عوضاً عن استيراد أيديولوجيات دخيلة ومحاكاة تجارب غربية . كان الأولى بهم أن يلتحموا مع شعوبهم ويدافعوا عنها بدلاً من أن يضربوا بسيف السلطان !!!

أزمة الأحزاب القومية واليسارية ودفاعها عن النظام السوري – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_6046.html#more

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق