الأحد، 26 فبراير 2012

يا وطني ياجرح الزمان - محمد الفاضل

ياوطني ياجرح الزمان الغائر ووجع وعذابات السنين ولوعة الغياب واَهات الجرحى وأنين الأطفال وعبرات الأيامى التي تنهمر فتحرق القلوب ، وتبتل وأدعية المظلومين وتنهيدات المحرومين وصرخات المعذبين نزلاء أقبية الممانعة !ياوطني المثخن بالجراح والمثقل بالهموم لقد أمسيت ضحية مصالح ومساومات تجار السياسة في بورصة البغاء الدولي في زمن بات فيه الإنسان مجرد سلعة تباع وتشترى دون وازع من ضمير.وتحول الأحرار فيه إلى مندسين ومتاَمرين ! استباح حماك لصوص الوطن وزبانيةالحكام وقوادو السياسة ومحترفي الرذيلةوأبطال الخطابات الرنانة في المحافل والمؤتمرات وفرسان الشعارات الجوفاء دون أدنى خجل أو حياء. مازال جرح وطني ينزف وأدعياء الحضارة وحماة حقوق الحيوان يتلذذون بالمشاهد المروعة ويصبون الزيت لتستعر إوار نار حقدهم فتحرق كل الصور الجميلة. تجار الأرواح فقدوا كل معاني النبل والشهامة واَثروا عبارات الشجب والإدانة بسهولة.مازالت الوفود والسفراء يجيئون ويذهبون .. يثرثرون وينددون ، يمرحون ويعربدون فوق جراح الوطن! تجمعت جحافل الشر من كل حدب وصوب وخرجت قطعان الذئاب البشرية من جحورها لتمعن في تقطيع أوصال الوطن وتوغل في سفك الدماء وتروع الأطفال والنساء! تلك هي إصلاحاتهم المزعومة! كل المعاجم فقدت معانيها ورونق كلماتها ونفذ مابجعبة الشعراء من حلاوة لسان وسحر بيان امام تلك المشاهد والبطولات المتفردة. تمر مواكب الأحزان في كل يوم تجوب حارات بلادي تعبق بعبير الشهداء .. ياالله يالهذه الأرواح المشحونة بقيم العزة والشموخ ، تشع ألقاً وتفيض بالطيبة والدفء . واجهتم العالم برمته ومافترت عزيمتكم وماوهنت سواعدكم السمراء المفتولة وما نفذ صبركم يا أنبل الرجال ، حيرتم العالم وقلبتم كل الحسابات والمعادلات بثباتكم الأسطوري ونضالكم البطولي. ياأيها الساهرون .. ياأيها المسافرون مع شفق الصباح ، ياأيهاالثوار الاَتون من عبق التاريخ ! ياأيها المارد الخارج من طيات تاريخ الأجداد وسفر الأبطال العظام.على جباهكم ترتسم علامات النصر ويظل صدى صوتكم يردد نحن باقون هاهنا ، لن ننكسر مابقي فينا السنديان والبلوط ! قم ياابن الوليد وأصخ السمع لوقع صليل سيوف الثوار وصهيل خيولهم المسرجة .. لن ننحني وملامح التصميم تتلألأ في عيون فلاحي الوطن وحداء الثوار وقوافيهم وشدو أطفال المدارس ودعاء الأمهات الصابرات .. نحن باقون .. نحن متجذرون في أعماق التاريخ وأنتم راحلون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق