الأحد، 20 مايو 2012

معارضة خمسة نجوم – كلاكيت اَخر مرة – محمد الفاضل

ليس سراً أن المعارضة السورية نجحت في تحطيم الأرقام القياسية في عدد اللقاءات التشاورية والرحلات المكوكية والمؤتمرات العديدة التي عقدت في أفخم الفنادق في أكثر من بلد في سبيل الخروج برؤية موحدة تتفق عليها كل الأطراف برغم الجهود الحثيثة التي بذلت , ناهيك عن الظهور المتكرر واللافت للنظر لأقطاب المعارضة في تسابق محموم لم يسبق له مثيل ولم نعهده من قبل في باقي الثورات ، حتى أصبحوا ينافسون نجوم السينما عبر اطلالتهم اليومية على الفضائيات . ولانخترع البارود عندما نقول بأنه بالأمس القريب وقبل بدء الثورة لم نكد نسمع أصواتهم بوضوح أو صراخهم فقد كانوا يمرون بمرحلة سبات شتوي عميق بل وصل اليأس والقنوط ببعضهم أن فضلوا بدء حوار مع النظام عبر فتح قنوات وهذا الأمر لم يعد سراً. لقد بلغت الوقاحة بهذه المعارضة أنها أصبحت تعد مثل تلك المؤتمرات نصراً تاريخيا وإنجازاً فريداً يرقى إلى تضحيات ثوار الداخل الأبطال الذين يرحلون بهدوء مع نسائم الصباح بدون أي ضجيج إعلامي أو خطب نارية كالتي تبرع فيها المعارضة حتى أضحى معها مجرد الظهور على الفضائيات كأنه نصر وفتح عظيم ! فرسان الفنادق والصالونات الثورية يُنظرون عن بعد وعلى الجميع أن يصغوا لوجهة نظرهم التي لاتقبل الجدل أو حتى المناقشة. جرح الوطن ينزف كل يوم وهم لايعبأون بذلك وهمهم الأوحد هو بطولاتهم الدونكيشوتية أمام الكاميرات ومحاولة النيل من بعضهم البعض وفرض أجنداتهم الحزبية والفئوية الضيقة من منطلق انتهازي يقوم على مبدأ الربح والخسارة وكأن الثورة برمتها بالنسبة لبعضهم مجرد فرصة سانحة لتسجيل نصر يضاف لرصيدهم الشخصي أو الحزبي. ناهيك عن حجم الأموال التي رصدت لعقد تلك المؤتمرات بغية توفير سبل الراحة والرفاهية لأطياف المعارضة التي اعتادت على تلك الأجواء والتي كان من المؤمل أن تسهم في رص الصفوف وتوحيد الجهود وترتيب البيت من الداخل بغية إسقاط النظام المجرم وتناسي الخلافات الحزبية والشخصية برغم تباين الرؤى والمصالح ولكنها لم تفضي إلى شئ ملموس على أرض الواقع. وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل تعداه إلى بروز ظاهرة محاولة اعتلاء صهوة الثورة ومحاولة الاستئثار بالقرار من خلال كم التصريحات التي تفتقر في غالبيتها إلى الموضوعية والرؤية الواضحة في محاولة منها لخطف الأضواء من خلال عقلية تسلطية واستعلائية اتسمت بالأنانية المفرطة. لقد كشفت تلك الممارسات عن حقيقة تلك المعارضة الهزيلة وحجم الخلافات التي أضحت السمة الأبرز وكانت سبباً رئيساً في إطالة عمر النظام بسبب ممارسات البعض التي يغلب عليها العناد والارتجال والقرارات الغير مدروسة وأصبح شغلها الشاغل كيفية الاستحواذ على المناصب من خلال محاولة حشد الأنصار لكل فصيل وإقصاء المعارضين الاَخرين. لقد دأبت رموز المعارضة على ترديد مقولة إننا صدى لصوت الثوار في الداخل ولن نملي عليهم إرادتنا أو رؤيتنا في كيفية التعامل مع مايستجد من تطورات في المشهد اليومي المعاش ، ولكن من الواضح أن تلك التصريحات كانت للاستهلاك الإعلامي المحض فما يطبخ خلف الكواليس كان يكشف بوضوح عن حقيقة تلك الشعارات الزائفة التي يتشدقون بها.وإلا مامعنى أن تبقى كل تلك الخلافات والمهاترات سيدة الموقف برغم كل الدعوات والجهود ، ناهيك عن دعوات ثوار الداخل الذين قدموا أروع الأمثلة في تناسي الخلافات وتقديم التضحيات بدون شروط أو لاءات فالوطن أسمى وأغلى من كل ولاءات حزبية مقيتة . ثوار الفنادق والقنوات يصرون على أن يتصدروا المشهد بأي ثمن بل أصبحوا يضعون الفيتو على كل من يمارس حقه المشروع في النقد . ووصل الكبر والغرور ببعض المغامرين والمصابين بحمى الشهرة بالترويج لفكرة كتابة مذكراته فقد أصبح في مصاف نجوم السينما وكأنه الأب الروحي والمفكر الذي لايشق له غبار لهذه الثورة اليتيمة التي يريد الجميع أن يدعي وصلاً بها ويتاجر برغم الأشلاء والجراحات . فترى أحدهم يتكلم بصيغة الجمع للتعظيم ولامناص لك من الاصغاء لذلك الفيلسوف النحرير الذي ظهر في غفلة من الزمن ! مسكين ياوطني فالكل يطمح للزعامة !!! معارضة خمسة نجوم – كلاكيت اَخر مرة – محمد الفاضل

هناك 4 تعليقات:

  1. جميل ماسطره يراعك ياصاح ..
    المشكلة أن الجميع برى أنه يمتلك الحقيقة والإخلاص للثورة ويسفه منطق غيره!!

    ردحذف
  2. يراعك هو الأجمل أيها الشاعر المتميز . شكرا لمرورك العطر

    ردحذف
  3. اللهم احفظ سوريا من المجرمين
    لا حول ولا قوة الا بالله
    بارك الله فيك اخي الكاتب

    ردحذف