الاثنين، 4 يناير 2010

النظام السوري بين الأمس والحاضر

بداية أقول انه من المحزن أن قضية المعارضة السورية بكل تعقيداتها وأبعادها الإنسانية تم تجاهلها وإغفالها من قبل المجتمع الدولي الذي يتبجح بالديمقراطية ولا تزال لما يربو عن عقود. في الواقع فان النظام السوري الجائر لم يألوا جهدا أو أن يدخر وسعا في اضطهاد وسجن بل وذبح معارضيه السياسيين وخصومه بوحشية لم يسبق لها مثيل. بل لم يتورع عن ارتكاب أبشع المجازر الوحشية ضد الإنسانية. إن حرية الفكر والرأي غير مكفولة. ومن الشائع هذه الأيام أن نرى الكثير من المعارضين في خارج القطر السوري. أن ما يبعث على الحيرة هو هذا الصمت القاتل لكل ما أرتكبه النظام ويرتكبه من مجازر وحشية يندى لها الجبين بدءا بعهد الرئيس السابق حافظ الأسد وانتهاء بخليفته بشار. أن المتتبع للأمور يعرف جيدا أن النظام مازال يتبع نفس النهج ألمخابراتي و لم يتغير إلا لهجة الخطاب حيث أصبحت أكثر مكرا ودهاء. لقد وصل الأمر بالمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن كل جرائم النظام لأسباب باتت معروفة للجميع.من نافلة القول أن وجود هذا النظام في المنطقة هو ضمان لأمن إسرائيل وهذه ليست مبالغة وإلا هل يعقل أن يترك هذا النظام يعربد ويقتل في سوريا وخارجها كما حدث في لبنان عندما استباحه النظام دون حساب أو مسائلة. الأمر أصبح واضحا للجميع فالمسألة برمتها هي عملية شد وجذب من أجل تمرير بعض الصفقات وإظهار هذا النظام بمظهر بطولي وانه يرفض التطبيع مع إسرائيل ومازال يقاوم. بالله عليكم أي مقاومة وأي صمود لقد سأمنا هذه المسرحيات المكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد. الكل يتذكر مسرحية المحكمة الدولية ومار افقها من ضجيج إعلامي هائل حيث كان من المفترض محاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الحريري وتقديمهم للعدالة وفجأة ساد صمت رهيب وكأن شيأ لم يكن. إن هذا النظام يتقن فن الخداع والتضليل ويحاول أن يعطي انطباعا بأنه يساند المقاومة وهو محض هراء. الجميع يعلم أنه ينفذ أجندة إيرانية في المنطقة من خلال دعمه لحزب الله في لبنان.

إن المتتبع للأمور يستطيع أن يرى بوضوح كيف كان النظام يصنف على أنه من دول الإرهاب وله سجل طويل في قمع الحريات وإسكات الأصوات الحرة وفي ليلة وضحاها أصبح الحديث عن ذلك شيء من الماضي. علما بأن سياسات النظام وما يطبخ في الخفاء لم تتغير البتة. لقد بات الأمر واضحا وليس عصيا على الفهم ولا يحتاج إلى منجم لحل هذه الرموز والمعطيات فا الأمر برمته عبارة عن صفقات تتم خلف الكواليس وغالبية المتفرجين والمشاهدين من البسطاء والعامة يصدقون ويصفقون بل بلغت السذاجة يبعضهم أن يدافع عن النظام ويبرر كل ما يفعله بحجة أنه نظام قومي يساند المقاومة ويرفض التطبيع. أي مهزلة هذه؟ فهل بعد كل ما فعله ويفعله النظام نستطيع أن نبرر أفعال هؤلاء.لقد بلغ من سذاجة البعض بأن صدقوا بأن النظام قد تغير وفتح صفحة جديدة وطوى ملف الماضي. أقول لهؤلاء جميعا دعونا نسلم بصحة نظريتكم جدلا وبدورنا نسأل لماذا مدة صلاحية الجواز لكل معارض خارج القطر هي سنتان بدلا من ست سنوات ولماذا يجبر هذا المواطن المسكين أن يدفع ما يسمى بضريبة الاغتراب لموظفي السفارة بدون وحه حق لكي يحصل على تمديد جوازه سنتين لكل مرة, ولماذا يجب على كل مواطن ولد خارج القطر وذنبه الوحبد أن والده معارض أن يراجع الفروع الأمنية في كل مرة يزور بلده ويتم التحقيق معه وكأنه مجرم؟ حتى النساء العجائز لم تسلم منهم ومطلوب منها أن تراجع فروع الأمن والمخابرات كونها تشكل خطرا على الأمن القومي . ألم ترحموا خريف عمرها وانحناء ظهرها؟ بربكم أين هذا التغيير المزعوم؟ اليس الأجدى بالنظام أن يثبت حسن نواياه ويمنح صلاحية جواز لمدة ست سنوات ويلغي هذه الضريبة لو كان فعلا ينشد التغيير والمصالحة



تنويه:
الأمر الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو ما تنامى إلى سمعي من حديث حول المقالين السابقين وأهمية عدم التعرض بالنقد لحركة الإخوان السورية و تسخير مثل هذه الجهود لفضح النظام وتعريته، لذا جاء هذا المقال ردا على تلك الانتقادات لكي يعلم الجميع أن قلمي ليس مسخرا لخدمة أي جهة كانت.

هناك تعليقان (2):

  1. سئمنا عهد المخابرات الذي جثم على صدورنا لسنوات طوال أن لنا أن نتحرر أخ محمد

    ردحذف