الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ماتشهده البلدان العربية فوضى وليست ثورات – محمد الفاضل

فجأة وبدون سابق إنذار تحول الرئيس اليمني إلى محلل وخبير استراتيجي لايشق له غبار ، حيث تفتقت عبقريته عن اكتشاف مذهل جعل من نيوتن يتقلب في قبره. وشكل طفرة نوعية في كيفية تعاطي الحكام العرب ، في جمهوريات قهرستان وقمعستان مع ما يواجههم من ثورات اعتبرت تحدياً لسلطتهم الغاشمة ووضعت حداً لأحلام التوريث التي كانت تداعب مخيلتهم ، وقلبت كل الحسابات التي كانت تعشش في دياجير عقولهم. يصر الرئيس علي صالح في آخر تصريح له على أن ( ماتشهده البلدان العربية هو فوضى وليس ثورات). وهذا بدوره يعطي انطباعآ ومؤشرآ على حجم المعاناة والتخبط التي تعيشه تلك الأنظمة القمعية وإصرارها على تجاهل المتغيرات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة ككل وأعادت رسم الخارطة من جديد. والسؤال الأهم الذي يقفز إلى الأذهان هو كيف نجح هؤلاء الطغاة بالوصول إلى سدة الحكم وجثموا فوق صدورنا طوال تلك العقود وهم بهذه العقلية المتخلفة؟

وطاغية اليمن ليس الاستثناء الوحيد إذ سبقه إلى ذلك الاكتشاف الخطير!! كل من فرعون مصر والمقبور القذافي ، حيث اعتبروا أن تلك الثورات هي مؤامرات بأصابع خارجية تستهدف قلب نظام الحكم!!! واليوم بات الرئيس السوري يردد نفس المقولة وبإخراج مسرحي هزيل من قبل أجهزة إعلامه وشبيحته من أن ذلك المخطط الرهيب عبارة عن مؤامرة كونية ، كونه نظام مقاوم!!! لا أدري كيف يمكن أن يتحول المواطن المقهور طوال عقود, إلى شخص متاَمر وصاحب أجندة خارجية مزعومة كونه طالب بأبسط حقوقه كمواطن؟
هم يمارسون العهر السياسي والقتل، والتنكيل منذ اعتلوا سدة الحكم في غفلة من الزمن وبطرق غير شرعية. ولم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم التي يندى لها الجبين ضد كل صوت معارض يجرؤ على النقد أو حتى إبداء النصح.
سرق هؤلاء الطغاة، البلاد حيث باتت مزرعة لهم ومارسوا سياسة التجويع بحق شعوبهم التي أصبحت مثل الأيتام على موائد الحكام اللئام، يرمون لهم بالفتات ، والويل لمن يطلب المزيد. حولوا البلاد إلى سجن كبير وكمموا الأفواه وصادروا الحريات، حتى بات الناس في ضنك من العيش وبات همهم الوحيد كيفية تأمين قوت يومهم. ماذا قدمت تلك الأنظمة لشعوبها غير سياسة القمع والإضطهاد والقهر؟ لقد تحولت البلاد في ظل سياستهم الخرقاء إلى فوضى عارمة!!! حيث أصبح القوي يأكل الضعيف . والاَن أصبحوا يتباكون على الأطلال ويلصقون التهم بشعوبهم لمجرد أنهم ثاروا على الوضع المزري. صدعوا رؤوسنا بإنجازاتهم الكاذبة وكأنهم يمنون علينا !!! وفي تطور لافت فاجأ العالم بأسره انتفضت تلك الشعوب وقررت أن تضع حداً للطغيان وتثور على الجلاد ، وإذ بالطاغية ترتفع عقيرته بالصراخ مؤامرة ... مؤامرة ... فوضى ..فوضى .. جرذان .. جراثيم !!!!
ماتشهده البلدان العربية فوضى وليست ثورات – محمد الفاضل

http://www.arflon.net/2011/11/blog-post_16.html#more

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=24545

هناك تعليق واحد:

  1. المشكلة أخ محمد أن حكامنا لا يرون الفوضى الا عندما يثور الناس عليهم ولا يرون الفوضى التي زرعوها من غلاء المعيشة وكبت الحريات وهضم الحقوق وملاحقة الناس وزجهم بالسحون و و و و وأشياء كثيرة

    ردحذف