الجمعة، 9 ديسمبر 2011

الثوار يهزون الشجرة والمعارضة تلتقط الثمار – محمد الفاضل

يكاد المرء لا يصدق ما اَلت إليه الأوضاع في اليمن الجريح من نتائج وتداعيات خطيرة لها دلالات عميقة برغم إصرار قيادات المعارضة أنها حققت إنجازات وانتصارات ثورية حسب زعمهم . مرة أخرى تكشف تلك القيادات عن وجهها القبيح في عملية انتهازية بقيامها بالتفريط في دماء الشهداء التي مازالت تسيل أنهاراً ، على مرأى ومسمع منهم وبشكل يومي !! ولعلنا لا نبالغ إذ نقول إن تلك القيادات كانت وما تزال تلهث وراء السلطة بمواقفها غير المبدئية بعد أن خذلت الثوار عندما قررت امتطاء صهوة الثورة في عملية انقلابية . كيف سمحوا لأنفسهم أن يركبوا الموجة على أكتاف الثوار دون تفويض في محاولة براغماتية منهم لقطف الثمار وتقاسم كعكة الوطن مع الحزب الحاكم !!كيف أرتضوا لأنفسهم أن يكونوا بيادق في يد النظام ؟

إن قيادات المكاتب الوثيرة تلك ، لا تستحق أي تقدير بعدما قررت أن تساوم على دماء الشهداء الذين خرجوا إلى الشوارع متحدين اَلة القمع بصدورهم العارية مطالبين بمحاكمة السفاح وأعوانه من الذين استهانوا بدماء الشعب . وبحسبة بسيطة نجد أن المستفيد الأكبر من هذه الصفقة هو الطاغية صالح بعد أن حصل على ضمانات وحصانة تحميه من المحاكمة والملاحقة القضائية . في الوقت الذي كان فيه الثوار ومازالوا يصرون على محاكمته وتقديمه للعدالة .
وليس سراً أنه تم الالتفاف على مطالب الثوار من خلال تلك الصفقة المشينة وذلك بتقاسم الوزارات مع الحزب الحاكم وبقاء كل أقارب الرئيس ونجله في السلطة ، الذين ما زالوا يديرون أبرز المؤسسات العسكرية والأمنية !! وبقاء الرئيس نفسه في السلطة لمدة 90 يوماً . إضافة إلى كونه رئيس للحزب الحاكم ، وإن كان تنازل عن بعض من صلاحياته لنائبه ولكنه ما زال يمسك بخيوط اللعبة ، وبدعم من حاشيته الفاسدة . من المؤسف أن مطالب الثوار لم تتحقق ولم تتم محاكمة مرتكبي المجازر مع استمرار عمليات القصف الوحشي والقتل اليومي لكل من صنعاء وتعز وأرحب . ما فائدة هذه المبادرة وعن أية مكاسب يتحدثون ؟ في حين أن لغة الرصاص هي السمة الأبرز في المشهد اليمني .
يبدو أن معارضة المكاتب لم تقاوم إغراء السلطة وسال لعابهم عند ظهور أول بادرة من النظام ، وكأن الموضوع هو عملية تقاسم للسلطة ليس إلا !! هل خرجت كل تلك الملايين من أجل هذه الخاتمة الحزينة للثورة ؟ ألم يكن من الأجدى صون كل تلك الدماء والتضحيات طالما أن الموضوع هو عملية مناورات ميكافيلية ؟ ولكي تكتمل فانتازيا وعبثية المشهد لا يزال الطاغية صالح يصر على وصف محاولة اغتياله بالمؤامرة "الصهيونية" الأمر الذي يعكس ضحالة تفكير اولئك الحكام وغرورهم .
هذا الاكتشاف والتحليل العبقري من جانب الرئيس والذي يضاهي نظرية اينشتاين النسبية ، يؤكد على تسطيحهم للأمور واستخفافهم بالعقول ، ولم نعلم أنه يشكل خطراً على اسرائيل وأمنها !!!! بئسا لهذه الأنظمة . في زمن العهر العربي يتحول جميع الحكام إلى أبطال للوطنية والمقاومة وتتحول الشعوب المطالبة بالحرية إلى مندسين وجاحدين !!! عظم الله أجر الجميع وألهمنا الصبر والسلوان !!!

الثوار يهزون الشجرة والمعارضة تلتقط الثمار – محمد الفاضل


http://www.arflon.net/2011/12/blog-post_09.html#more


http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=24894

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق