الجمعة، 14 أكتوبر 2011

لماذا تتلاعب بعواطف الشارع السوري ياسيد أردوغان؟

لا ادري متى نحسن قراءة التاريخ والمشهد السياسي بشكل عقلاني، علمي، وبتجرد عن اي اهواء او انتماءات وولاءات مستخدمين ادوات المعرفة الحديثة في تحليل الوقائع والمعطيات ووضع الامور في نصابها الصحيح؟
متى نتخلص من وهم وخرافة الفارس التركي النبيل على حصانه الابيض، صاحب الطلة البهية كما درجت المسلسلات التركية على تسويقه، الذي سوف ينقذالشعب العربي عامة والشعب السوري خاصة من القمع والاستبداد ويعيد لنا أمجاد الماضي السحيق؟ اليس الاجدى بنا ان ننحي عواطفنا جانبا وندرك ان وراء الاكمة ماوراءها؟


لقد نجح رئيس الوزراء التركي في رفع اسهمه الانتخابية في الاونة الاخيرة في البورصة العربية والاسلامية عبر خطاباته الديماغوجية التي سعى من خلالها لتلميع صورته وعبر مواقفه المثيرة للجدل في اوساط الشارع العربي. بداية لا اخفي اعجابي الشخصي بهذه الشخصية الكارزمية التي اكتسحت الشارع بمواقفه اللافتة للنظر. ولكن هل تكفي حسن النوايا؟

انا مدرك تماما بآن هذا الطرح سوف لن يعجب الكثيرين ممن توسم خيرا في الرجل ، هؤلاء يرفضون حتى مجرد سماع كلمة نقد ويضفون عليه هالة من القداسة والعصمة ، فهو عندهم فوق اي شبهات، وان اي شخص يتعرض له فهو صاحب اجندة خفية، هم يحجرون على عقولنا لاسباب غير موضوعية ، بل قد نتهم بمحاربة الاسلام .
لقد شطح الخيال ببعضهم ان صدق انه ممكن ان يضحي بمصالحه مع الغرب واسرائيل والولايات المتحدة بالذات من اجل عيون الشعب السوري. لقد علق عليه الشعب السوري امالا عريضة في دعم الثورة واعتبره الكثيرين الاب الروحي. لا ننكر بآن الرجل استطاع ان يستقطب اهتمام واسع عبر مواقفه الاخيرة تجاه اسرائيل وكذلك الثورة السوية. لقد افرط بعضهم بالتفاءل حين صدقوا بآنه سوف يضغط فعلا على النظام السوري ويمنع تكرار مجزرة حماة متناسين حقيقة الدور التركي في المنطقة وطبيعة تحالفاته مع نظام بشار
من الامور التي ساهمت في تعزيز صورة اردوغان هو انسحابه من احدى جلسات النقاش في دافوس بعد جدال مع الرئيس الاسرائيلي، عندها استبشر الشعب العربي خيرا، ولكن المتابع للامور يدرك بآنها مجرد حركة مسرحية ولا ادل على ذلك من تصريحه لوسائل الاعلام " انه تعين عليه باعتباره رئيسا للوزراء أن يتصرف بهذه الطريقة لحماية كرامة تركيا والشعب التركي
وأكد ان خطوته ليست موجهة ضد الرئيس الاسرائيلي بل مدير الجلسة الذي لم يسمح له بالرد على أقوال بيريز. فلماذا نصر على أن نجد له المبررات ونغطي أعيننا ونرى فيه الفارس الذي طال انتظاره.

واذا عدنا الى الوراء قليلا ندرك بأن تركيا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب منذ عام 1949 ، وبلغ حجم التبادل التجاري مع اسرائيل في عام 1999 900 مليون دولار ثم قفز الى 3.5 مليار دولار في عام 2011.

وبحسب المعلومات التي نقلتها وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية من الملحق التجاري فان حجم التبادل التجاري بين البلدين سجل زيادة بلغ 30٪. ولاننسى حجم العلاقات العسكرية والامنية حيث أن تركيا تسمح باستخدام الاجواء والمطارات التركية في عمليات تدريب الطيارين الاسرائيلين كل عام. ولا يخفى على أحد تفاقم مشكلة الجفاف في سوريا بعد أن بدأت الابار الارتوازية بالجفاف نتيجة السياسة المائية التركية. وترفض تركيا باستمرار الاقرار بأن نهري دجلة والفرات هما نهران دوليان غير مبالين بالجارتين سوريا والعراق.وظهر مؤخرا مشروع أنابيب مياه السلام والذي مفاده أن تبيع تركيا المياه الى اسرائيل وذلك بشحنها عبر البحر في صهاريج بحرية ضخمة.

وفي تطور لافت للنظر في برنامج "من اسطنبول" على الفضائية التركية تحدث مقدم البرنامج الصحفي السوري حسني محلي طوال البرنامج ان هناك مؤامرة كبيرة ضد سوريا. فكيف سمح له بأن يسوق أكاذيب النظام؟

وأخيرا التصريحات الاخيرة للسيد أردوغان بأنه لن يسمح بحدوث حماة ثانية وأنها خط أحمر محاولا استثارة عواطف الشارع السوري الذي صدقه واعتقد بأنه وجد ضالته المنشودة في شخص اردوغان المنقذ.ماذا تنتظر ياسيدي حتى تتحرك؟ وكيف نصدق وعودك المتكررة؟ الم ترى وتسمع عن المجازر الوحشية في حماة التي ذبحت من الوريد الى الوريد ودير الزور وحمص وكل المحافظات السورية ؟ متى ينفذ صبرك؟

http://www.arflon.net/2011/08/blog-post_484.html

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=23120

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق