الاثنين، 17 أكتوبر 2011

تمخض الجبل فأنجب فئرا

لقد بحت أصوات المتظاهرين السلميين وهم يرددون ” ارحل بشار مافي حوار” ولكن يبدو من الواضح أن صدى هذه الهتافات المدوية لم تلامس اسماع السيد نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أو وزراء الخارجية العرب الذين توافدوا الى القاهرة لعقد اجتماعهم الطارئ لما يسمى بمبادرة عربية لحل الأزمة في سوريا.الأمر المحير هو ماخلص اليه الاجتماع الطارئ من نتائج تكاد لا ترقى لأبسط طموحات الشعب السوري، الذي مازال يتصدى لألة القمع الوحشية ويصر على الخروج اليومي الى الساحات والميادين متحديا الرصاص بصدره العاري والحالة برمتها تبدو كمشهد عبثي يتكرر على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ولم يعد مقبولا أنصاف الحلول أو خطابات الترضية الدبلوماسية التي تتجنب اغضاب النظام السوري وتسهم في اطالة عمره. المطلوب من المجتمع الدولي ومن قبله الجامعة العربية أن يرتقوا بأدائهم ويكونوا على قدر المسؤولية المناطة بهم وذلك بوضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها وكسر الروتين المقيت للخطابات العربية الدبلوماسية الخجولة التي درجوا عليها عقب كل اجتماع. ولكي نكون منصفين نقول بأن النقطة الوحيدة التي تحسب لهم هو بدعوتهم للوقف الفوري الشامل لألة القتل ولعمري هذه لغة مهذبة لايفهمها النظام. عدا ذلك، تبدو النتائج برمتها مخيبة للأمال وخاصة عندما تمت الدعوة لاجراء حوار وطني شامل بين النظام السوري والمعارضة خلال 15 يوم تحت قبة الجامعة العربية للوصول الى حل . هل غاب عنهم أن المواجهة هي بين نظام وحشي قمعي لايفقه الا لغة الدم ، مسلح حتى اسنانه مقابل شعب أعزل؟

يبدو جليا أن ليس هناك أي بارقة أمل لهذه الجامعة باحداث تغيير جذري في قرراتها التي تساوي وتجمع بين الضحية والجلاد، وهذا لايستقيم مع حجم القمع والقتل اليومي واصرار النظام على المضي قدما بالحل الأمني حتى النهاية. كان الأجدى بهذه الجامعة أن تقوم بتجميد عضوية النظام بدلا من اعطائه فرصة أخرى للقتل وهذا ماطالب به كل المتظاهرين وكل أطياف المعارضة ولاأجد تفسيرا مقبولا لما قاله السيد نبيل العربي بأنهم فضلوا عدم القيام بهذه الخطوة لابقاء الباب مفتوحا من أجل الحوار بناءا على رغبة أطياف من المعارضة السورية حسب زعمه. كنا ننتظر من هذه الجامعة أن تخرج عن المألوف وأن تعترف بالمجلس الوطني كخطوة جريئة ثورية بدلا من ترك الأمور معلقة، فعن أي فرصة يتحدثون؟ ومافائده هذه اللجنة الوزارية اذا كانت ستجتمع خلال 15 يوم. هذا يعني مزيدا من الدماء.الأمر الأخرهو أن على هذا الشعب الصابر أن ينتظر لحين قيام هذه اللجنة بوضع تقرير لتقييم الوضع !!!!!!!!!!!!! ثم سيقترحون خطوات للتحرك من أجل ضمان أمن الشعب السوري . وماهي الالية التي يتحدثون عنها لوقف العنف؟ لقد جاء الرد سريعا من المتظاهرين الذين كانوا يرددون في هتافاتهم ” يالله مالنا غيرك يالله” وهو انعكاس لحجم المرارة والاحباط التي شعروا بها من هذه الجامعة التي فشلت طوال فترة تأسيسها من الخروج من هذه الدائرة الضيقة ذات الصبغة الدبلوماسية والتي لاترقى الى حجم الأحداث التي تتعرض له المنطقة.

محمد الفاضل



http://www.arflon.net/2011/10/blog-post_2847.html#more

هناك تعليقان (2):

  1. مازلت أخي محمد تعول على الجامعة العربية ارجوك لاتحلم كثيرا

    ردحذف
  2. أخي الكريم قاسم أنا لاأعول على الجامعة العربية وانما أعول أولا على الله سبحانه ثم على الشعوب وهي بكل تأكيد قادرة على صنع المعجزات.والا كيف سقط كل هؤلاء الطغاة؟

    ردحذف